سبع صنايع والبخت ضايع؟
في مثل انجليزي كدة.. يقولك فيه الخواجة Jack of all trades is the master of none
و المعادل المصري ليه هو سبع صنايع و البخت ضايع.
وهو دة موضوع حلقتنا النهاردة.. صاحب السبع صنايع أو ال jack of all trades
قد يبدو بالنسبالك إن كونك شاطر في اكتر من حاجة فدة شيء كويس.. وهو نظرياً آه.. و لكن الشخص الشاطر في اكتر من حاجة مش بيكون شايف كدة تماماً.. بالعكس.. قد يكون متألم و منزعج جداً.. تعالو نتأمل الوضع و نشوف إيه سبب هذا الشعور..
لو انت من المحظوظين المحددين و اللي عارفين من اللحظة الأولى نقطة التميز بتاعتهم و شاطر في حاجة واحدة.. فبالضرورة بتركز فيها و بتكون طول الوقت في حالة تطوير و تجويد لنفسك في المهارة دي.. و مش بس كدة.. أنت بتكون معروف عند الناس أو في السوق بالحاجة دي.. وهو المعروف بال positioning.. أو اللي أنا بحب اسميها نظرية ال phone book.. أو أنت متسجل عند الناس إيه في التليفون.. يعني ساعتها كل الناس مثلاً هتبقى مسجلاك.. حازم مونتاج.. حسين copywriter.. وهي باختصار المقصود فيها إنك معلم في دماغ الناس بإيه؟ وبالتالي بتقدر إنك تاخد فرص اكتر في حتة واحدة.. و تكبر أسمك اكتر في حتة واحدة.. بنفس منطق ضرب النار على هدف واحد و محدد و بالتالي التأثير هيكون أكبر..
على الجهة الأخرى بقى تعالي نتناول معاناة صاحب السبع صنايع.. المشكلة الأولى في الموضوع دة و اللي تعتبر أزمة و صراع داخلي هي إن الشخص دة حقيقي بيكون حابب كل الحاجات دي و بيعرف يعملها فعلاً.. و مش بيكون عنده تفضيل محدد.. كل حاجة منهم بتشبع جزء معين عنده في جهازه الإبداعي.. المشكلة التانية هي إن الشخص دة بما إنه مش بيضرب في السوادة أو في هدف واحد و محدد فبيكون آه محقق أهداف كتيرة كويسة.. و لكن مش بنفس درجة العمق اللي كان ممكن يحققها لو مركز في هدف واحد و اللي بيخلي الشخص دة يكون دايما في مقارنة بيعملها مع نفسه.. بينه و بين أصحاب الصنعة الواحدة اللي مركزين فيها و بيحققوا أهداف أعمق حتى لو في مجالات أقل منه.. هو مش بيشوف دة.. هو بيشوف بس إنه أقل من كل اللي حوليه اللي كل واحد فيهم قطع مشوار أطول منه في حتته و اللي من ضمن أسبابه إن صاحبنا خارج التصنيف.. يعني تلاقي واحد مسجله حسن مونتاج.. و حد تاني حسن VO.. و حد تالت حسن Host.. و حد رابع حسن script writer.. و حد خامس مسجله حسن director.. و بالتالي على الأقل في بداية رحلته مش بيكون معلم مع أي حد في حتة واحدة.. و بالتالي صاحبنا بيمر بأزمة positioning.
طيب هل مشاكل صاحبنا صاحب السبع صنايع تتوقف هنا؟
الإجابة لا.. ما هو اسخم و أكثر بؤسا.. إن صاحبنا دة ممكن يكون عنده الرغبة إنه يتعلم لسة مهارات اكتر.. يذاكر graphic design.. يجرب كتابة السيناريو. إلخ..
هل تعلم يا عزيزي إن حل هذه المعضلة يتلخص في نظريتين؟
نظرية (أنا بشتغل نفسي)
و نظرية (البقاء للأقوى)
نظرية بشتغل نفسي لا تعني المعنى السلبي أو إنك بتضحك على نفسك.. و لكن هي نظرية إنك بتوصل لمرحلة يكون اسمك اكبر من شغلك لدرجة إنك ممكن يتطلب منك تشارك في مشروع بس عشان اسمك.. مش مهم هتعمل ايه.. المهم إحنا معانا المبدع دة.. و دي سخافتها بس بتكون في الأجر.. لأنك مثلا بدل ما بتاخد أجر كل شغلانة هتعملها لوحدهم في الغالب بيتم الضغط عليك و بتقبل الشغلانة ك package أو لوكشة واحدة.
النظرية التانية و هي نظرية البقاء للأقوى بتقولك إنك من باب الأمانة مستحيل تكون قوي بنفس الدرجة في كل المهارات دي.. و في الغالب بيكون في حتة أو حتتين بالكتير هم سكتك و طريقك.. و اللي بيحصل ساعتها إنك بيتطلب منك شغل في الحتة أو الحتتين دول اكتر من الباقي.. و اللي على المدى البعيد بتبقى positioned أو محطوط عند الناس في الحتة دي.. و الباقي بينقشع أو بيضمر أو بيختفي واحدة واحدة بالتدريج.. لدرجة إن في ناس ممكن تنسى إن صلاح جاهين "الشاعر" كان رسام كاريكاتير!
الخلاصة يا عزيزي مش في مشكلة تعدد مهاراتك.. المشكلة في حاجتين تانيين.. أولا استعجالك ولهفتك على حاجة أنت مش عارفها.. و كل ما تحقق حاجة هتكون برضه مش راضي.. و المشكلة التانية في حتة المقارنة.. واللي حقيقي غير صحية وطول الوقت حتخلي شعور عدم التحقق متمكن منك.. مش بس لو أنت صاحب مهارات كتير أو صاحب سبع صنايع و لكن أيا كان وضعك فالمقارنة هتفسد عليك متعتك بأي حاجة هتوصلها و هتحسسك إنك مش كفاية!
أخيراً و إجابة على سؤال هعتبر إن حضرتك طرحته.. وهو.. طب أنا عاوز أعرف بالضبط أنا إيه أنسب حاجة لية.. و مش عارف اختار.. أنا حتى مش عارف أنا عاوز إيه!
رد كل الأساتذة حبيت الخصه في جملة قالتها أسطورة محلة Vogue Anna Wintour لما قالت "مش الطبيعي إنك تكون في بدايتك عارف أنت عاوز إيه.. بس الطبيعي إنك تشتغل على أنت مش عاوز ايه"
Comments
Post a Comment