رب يوم بكيت منه "ملاحظة عامة"




عزيزي القاريء.. في البداية لك مني كل الاحترام و التقدير على ما لقيته منك من حفاوة بخصوص ما نشر من مقالتين في مدونتي #لمن_يهمه_الأمر.

 قد لا تكون الحفاوة على صعيد العدد وهو ما لم يكن مفاجئا لي.. فهذا طبيعي في بداية إنطلاق أي شيء خاصة لو كان منتج إعلامي مكتوب.. و لكن على صعيد التأثير و التعليقات والتفاعلات التي وصلت إلى المكالمات الهاتفية المناقشة و المنتقدة فهذا ما كان له تأثير كبير لدي.. و بالتالي أكرر شكري.

في الحقيقة لقد دخلت في صراع مع نفسي لكتابة مقالي الأسبوعي من عدمه.. و هناك سببان.. أولهما هو مناسبة عيد الفطر و التي بالضرورة ستحد من عدد المهتمين بقراءة الموضوع.. و بما إني ذكرت أن العدد ليس هو المعيار الأساسي للاستمرار من عدمه فحاولت التغاضي عن هذا العامل.

و الثانية هي حالة الإجهاد البدني و الذهني التي عانيت منها على مدار الفترة الماضية.. خلال عملي بالموسم الرمضاني و التي استفدت منها الكثير و أعدت النظر في الكثير بعدها.. و سيأتي الوقت المناسب للحديث عن هذه التجربة.. خاصة أنها الأولى لي على صعيد الدراما التليفزيونية.

ما لفت انتباهي يا صديقي العزيز هو كيفية تعامل عقولنا مع الذكريات و التجارب.. و أدهشني كيف أنه بقدرة قادر يمكن لعقلك -من دون أن تدري و من دون أن يطلب منك الإذن- أن يمحو كل مشاعر الألم التي شعرت بها حينها و يبقي لك مجرد صور و مشاهد تستدعي الحنين بداخلك! 

هذا بضبط ما يدور في ذهني مع كل مرة أذكر فيها مثال على سبيل المقارنة بين موقف يحدث لي الآن في عملي و مثيله في فترة أدائي للخدمة العسكرية بشمال سيناء.

أذكر جيداً أن هذه الفترة بكل ملابساتها كانت فترة صعبة و مؤلمة.. و لكني للعجب أجد صعوبة في تذكر هذا الألم.. لا أذكر سوا جلسات السمر مع الأصدقاء و الجو العام للكتيبة ١٠١ حرس حدود الذي أفتقده بشكل يدهشني و الذي لا أعتقد أنني سأنساه.

ما وصلت إليه من خلال تأملي للموقف هو أن التجارب مهما كانت مؤلمة.. فإنها لن تدوم.. و أدركت أنني أفسدت على نفسي الاستمتاع بالكثير من التجارب بسبب انغماسي الزائد في مشاعري السلبية الناجمة عنها حينها.

تحضرني هنا مقولة "رب يوم بكيت منه.. فلما ذهب بكيت عليه"

و أخيراً 
حاسب من الاحزان و حاســـــــب لها
حاسب علي رقابيك من حبلـــــــــــها
راح تنتهي و لابد راح تنتهــــــــــي
مش انتهت أحزان من قبلهــــــــــا؟
عجبي !!!
#صلاح_جاهين


Comments

Popular posts from this blog

أنا خذلتني!

على هامش فيلم Oppenheimer

سبع صنايع والبخت ضايع؟