لو معملتش إعلان بيبسي متبقاش كوبي رايتر(رحلة البحث عن الاعتراف)
هل لو معملتش إعلانات لبيبسي و شيبسي و كوكاكولا و فودافون أقدر اعتبر نفسي Copywriter؟
هو ليه صحابي مش بيعملولي لايك على شغلي؟
ليه لازم شغلي يكون مع ناس "مشهورة" عشان حد يعترف بية؟
هل مهم استنى اعتراف الناس؟ و مين رأيه مهم و مين رأيه مش مهم؟
أحد الأصدقاء سألني سؤال مهم جداً.. حابب إننا ندردش فيه مع بعض النهاردة
السؤال كان كالتالي
"أنا بشتغل Copywriter.. و بعمل شغل كتير جداً.. مختصين كتير و أسماء مهمة شايفين إنه شغل قيم و فيه حرفة عالية.. و بيعكس قدرات إبداعية كبيرة (بحد وصفهم).. و لكن في نفس الوقت.. في البعض من زمايلي بيشتغل في شركات ووكالات دعاية و إعلان أسمائها كبيرة.. و بتعمل إعلانات لشركات أكبر.. شغل من اللي هو بيعلق مع الناس في رمضان.. و صحابي دول نادراً ما بيطلعوا قماش أو ينتجوا حاجة.. ولو أنتجوا حاجة فبحكم قربي منهم و صداقتنا فبيكون دورهم بسيط جداً.. لدرجة إن واحد منهم كان شغال 1 من ضمن 6 كتبوا إعلان لنجم كبير!.. ولما المخرج جه و لأنه اسم تقيل في السوق.. معجبوش ال Creative.. و قرر يغير الفكرة و العميل و النجم وافقوا عليها و متاخدش حاجة من الفكرة اللي صاحبي كان 1 من ضمن 6 اشتغلوا عليها.. لكنه بمجرد نزول الإعلان نزله عنده و كتبلك My Latest و الرصة الطويلة إياها.. و باقي صحابنا شيرو الإعلان و شيرو صورته مع النجم.. وحالة من المديح و الاعتراف المجتمعي على حاجة هو معملهاش.. بس لأنه جزء منها.. و بس لأنها لعميل مشهور و لنجم مشهور.. و على النقيد أنا محدش بيعترف بشغلي أو يعترف إني Copywriter زيه..
أنا بحاول أعمل إني مش فارقة معايا لكني حقيقي بكون متضايق و حاسس بإحباط.. شغلي فيه مجهود كبير وواضح.. وطول الوقت بقدم حاجة.. لكن كل الاعتراف المجتمعي رايح للشخص التاني بس لأنه شغله (اللي هو مش شغله ولا حاجة) اتحط جنب اسم نجم مشهور و علامة تجارية معروفة
هل شعوري دة غلط؟ و ليه الناس مش بتعترف بشغل حد غير لو كان في حاجة مشهورة.. بالذات في ال Creative Industry"
دة كان نص الرسالة.. و الحقيقة أنا اتبسطت بيها جداً.. لأنها فتحت منطقة مهمة جداً للنقاش وهي "قضية المبدع و الاعتراف المجتمعي"
خلينا نتفق يا صديقي في البداية على شيء مهم جداً.. وهو إن حالة "الغصة" اللي ممكن تكون عند بعض المبدعين بسبب عدم اعتراف الناس بمجهوداتهم.. دي حاجة طبيعية جداً.. طبيعي إنك تحس بيها.. لأنك في النهاية إنسان.. ولما تحس إنك بتتعب في حاجة.. والناس مش معرفة بيها فطبيعي إنك تحس بالإحباط.
و خليني أقولك حاجة كمان.. إنها مش مرتبطة بمرحلة معينة من حياتك المهنية.. لك أن تتخيل إن واحد من الناس اللي كانوا بيعانوا من المشكلة دي طول الوقت هو "الأستاذ أحمد زكي" و اللي كان طول الوقت بيحس إنه مظلوم جنب عادل إمام.
بيحس إنه طول الوقت بيقدم أعمال مهمة و لها قيمة و تقل.. و لكن عادل إمام هو اللي بياخد اللقطة.. و كان طول الوقت بيقول إن الموزعين ظالمينه و إنه لو بياخد نفس عدد دور العرض هيعمل إيرادات أعلى من عادل إمام.
دة أحمد زكي بجلاله قدره.. والذي يعني إنه.. لو هو بيحس بكدة.. يبقى عادي إنت كمان تحس بكدة.
بس خلينا هنا نبص على الحالة بتاعتك بمنظور مختلف.. وهو.. هل حالة الاعتراف تجاه صديقك دي هي حالة اعتراف فعلية؟ وهل هو اعتراف مبني على تقييم و تحليل موضوعي لشغله و شغلك؟ هل هو أصلاً اعتراف؟!
اللي بيحصل بضبط إن صديقك بينزل شغله.. الشغل في حد ذاته لا يعني زمايلكم اللي بيعملوله لايكات و كومنتات و شير في أي شيء.. يعني زمايلكم ولا يفرق معاهم إعلان صابون الغسيل دة تماماً.. و يفرق معاهم أسلوب الكتابة ولا أي حاجة.. لكن هم شافوا صاحبك متصور مع غادة عادل و إعلان الصابون دة قالب الدنيا في التليفزيون.
و بالتالي.. صاحبك هنا اكتسب "ما تسميه أنت اعتراف" من خلال القيمة المجتمعية للشخص المشهور و الماركة دي عند الناس.. بلغة التصوير كدة هو وقف جنب النجم و خد من نوره.
لكن تعالى نفكر في الموضوع من زاوية تانية.
صاحبك دة لو هو هو.. عمل إعلان من إخراج Wes Anderson و من تصوير Roger Deakins و انتوا خريجين مدرسة سرس الليان الثانوية بنين.. هل صحابك هيحتفوا بيه بنفس الدرجة؟ ولا يفرق غير مع الناس اللي بتحبوا فعلاً.. ودة صاحبهم و بيشجعوه.. و ممكن يفرق مع الناس اللي فاهمة و مختصة و ساعتها هتهتم إنها تشوف الشغل و تحلله.
صحابكم بيشجعوه لأن دة نوع من أنواع ال Social Currency ليهم.. اللي هو صاحبي اللي كتب الفيلم الفلاني.. صاحبي اللي عمل الإعلان الفلاني للنجم الفلاني.. فدة يفتحله كلام مع الناس.
نقطة كمان و خلينا نتصالح معاها.. إن الشغل اللي بيتوجه نجم مشهور أو علامة تجارية معروفة.. بيتشاف أكتر.. و بالتالي.. مصداقية العمل بتزيد.. نفس الفكرة لو جيت تقارن بين شغل شريف عرفة مع ماهر عواد في أول كام فيلم زي الأقزام قادمون و الدرجة التالتة.. و شغله بعد كدة مع وحيد حامد و عادل إمام زي اللعب مع الكبار و الإرهاب و الكباب و النوم في العسل.
ملحوظة أخرى يا صديقي السائل.. ودي وصلتلها و بعتبرها "قناعة".. بص في ورقتك
أركن صاحبك على جنب دلوقتي ولا تحطه طرف في معادلتك.. خلي مشكلتك بضبط.. هو أنا ليه بعمل شغل و مش بيحصل على اعتراف مجتمعي من الناس.
خلينا نسأل.. هو إيه الاعتراف؟ إن صحابك يزيطولك على Facebook و Instagram و Linkedin.. ولا إن شغلك يعجب أصحاب القرار فتبدأ تاخد فرص في شغل أكبر؟
واحدة من الكوارث النفسية اللي أغلب المبدعين في بدايتهم بيعملوها هو إنهم بيقيموا رضاهم عن المنتج بتاعه و مدى نجاحه من خلال رأي الآخرين فيه.. ودة في رأيي إنه مشكلة كبيرة.. لأنك ساعتها شعورك بالرضا عن اللي بتقدمه بيكون متوقف على أفعال من الآخرين.. و اللي هي حاجة مش في إيدك.
معاك إنك تسمع رأي الناس و تطور من شغلك.. و معاك إنك طول الوقت تحسن من نفسك.. الحاجات اللي في إيدك.. لكن ربط شعورك بتقديرك لنفسك بعوامل خارج حدود إمكانياتك فدي مش حاجة صحية.. أصل أنت في إيدك إيه؟ عملت شغل حلو جداً و اجتهدت.. و مجابش لايكات أو مشاهدات كتير.. في إيدك إيه تعمله؟ معيار خطأ تماماً.
و المعيار دة بالمنسابة مكانش موجود من زمان.. زمان لو كنت شغال مثلاً صحفي في جرنال و كتبت موضوع جامد جداً.. صعب تعرف عجب الناس ولا لأ.. ممكن حد يبعتلك في بريد القراء.. حد تاني بالصدفة يشبه على اسمك أو صورتك و يبدي إعجابه بالشغل.. لكن مكانش طبيعي إنك تنزل موضوعك أو إعلانك أو فيلمك و تلاقي 1000 إنسان بيدولك جرعات دوبامين فورية في صورة لايكات و قلوب حمرة.. يا جدع دة أنت بتتبسط لما يجيلك React Love أكتر ما بيجيلك Likes.. الموضوع بقى مرضي يعني.
و دة بيفتحلنا نقطة تانية مهمة جداً.. هو انت بتحب الشغلانة.. ولا اللي حولين الشغلانة.. أصل تفرق.. حبك للشغلانة هيخليك في قمة السعادة و أنت شايف مجهودك بيطلع للنور.. وهو بيتمثل.. وهو بيتغنى.. لكن حبك للي حولين الشغلانة دة مش صحي.. زي بضبط اللي بيبقى عاوز يدخل شرطة عشان يصاحب واحدة يتصور معاها بالكاب و النجمة و يكتبوا عليها مرات الزبوطة وهو ماسك في إيده النظارة الشمس و مفاتيح العربية و العلبة المارلبورو الأحمر!
نرجع بقى لصاحبك بس من بعيد كدة.. إحنا في الحياة كلنا بنجتهد و بنسعى.. ربنا يشاور عليك و على شغلك إمتى.. دي مش بتاعتك.
أسماء زي سيد رجب.. و بيومي فؤاد.. و محمد رضوان.. و عارفة عبد الرسول و غيرهم كتير.. فضلوا شغالين في المسرح لحد ما قربوا على سن الخمسين و الستين.. و في لحظة يا أخي.. ربك يقوم مشاور عليهم.
ماجد الكدواني.. سنين طويلة من الشغل في أدوار كتيرة جداً.. إحباطات ورا بعض.. لحد ما ربك يريد بدون مقدمات.. دور في فيلم الفرح.. على دور في فيلم كباريه.. و الناس فجأة تبدأ تاخد بالها.. طب ما أنا كنت موجود يا ولاد اللذينة!
عندي استعداد أفضل أعددلك في نماذج زي دي للصبح.. طلعت زكريا و حسن حسني و لطفي لبيب.. و عندي استعداد برضه أعددلك نماذج ربنا شاور عليها بدري و بعدها نورهم اتطفى أو خفت.. محسن محي الدين.. دانيال رادكليف و غيرهم و غيرهم.
كلنا بنحس بدة في لحظات.. و أكدب عليك لو قولتلك إني عمري محسيت بدة.. بس برجع دايماً أقول لنفسي.. اللي في إيدك.. دة اللي تقدر تعمله و تفكر فيه.. لكن اللي في إيد اللي حوليك فهو مش بتاعك ولا يعنيك في أي شيء.. و بص في ورقتك.
“اللهم امنحني السكينة لأتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها والحكمة لمعرفة الفرق بينهما.”
Comments
Post a Comment