ما بين بعد و شوقي إليك
خلونا نتكلم عن العنوان الرئيسي و الحال المسيطر على الصناعة الإبداعية و الإعلامية في مصر.
وهو.. الفجوة بين متطلبات الشركات و المؤسسات و قدرات خريجي كليات الإعلام و الفنون.
طيب.. ليه أنا بتكلم عن الموضوع دة النهاردة؟
هنحتاج نرجع ورا شوية حلوين.. ومن هناك هنوصل للسبب..
من اللحظة الأولى اللي قررت أدرس فيها في كلية الإعلام.. كان التحدي الأكبر هو.. هلاقي شغل ولا لا؟!
مكانش تحدي سهل.. خصوصاً لو كان قرارك دة ضد رغبة كل الأطراف و خصوصاً لو كنت جايب 97% في علمي علوم و قررت تدخل إعلام.. و دة موضوع طويل هنتكلم عنه في مرة تانية.. لكن باختصار كدة كانت الحالة المسيطرة علية ولا زالت.. هي حالة التحدي.. ودة طبيعي.. أنا لو جيت قولتلك إن في حاجة معينة إنت مش هتقدر تعملها و الحاجة دي فعلاً فارقة معاك.. هتلاقي نفسك بتغلي من جوة عشان تحققها و تنجح.
و أقدر اعتبر دة كان من ضمن الأسباب اللي ساعدتني أحقق حاجات كتير و أخطو خطوات كتير في سن مبكرة.. و كان السبب إني أدخل مؤسسات و أماكن في مختلف التخصصات.. مؤسسات إعلامية.. و إعلانية.. صحافة و مسلسلات و برامج.. Digital و Mainstream.. بذكرلكم دة عشان أقول إني مفيش أي نوع من أنواع المؤسسات دي دخلته و ملقتش فيه الفجوة دي.. الفجوة بين اللي المؤسسات دي محتاجاه.. والفرص اللي بيدور عليها الشباب دول.
الموضوع طول الوقت في بالي.. و لكن اللي خلاني أركز فيه تاني هو موقف حصلي خلال الكام يوم اللي فاتو
شخص ما مشكوراً تواصل معايا و طلب مني أرشحله مجموعة من الأشخاص عشان يشتغلوا معاه.. شركة واعدة و بيعملوا شغل محترم جداً سواء جوا مصر أو برا مصر.. ووضحلي المهارات المطلوب توافرها في الشخصيات دي و المرتب المخصص لكل وظيفة منهم.. شكرته على ثقته مع وعد إني هدور..
على الجهة الأخرى.. بالصدفة شخصين تواصلوا معايا و أنا حقيقي معرفهمش على المستوى الشخصي و لهم كل التقدير.. وكانوا بيسألو لو قدامي فرصة ممكن تكون مناسبة ليهم.
قلت الحمد لله.. ربنا يجعلنا دايماً من أسباب الرزق للناس.. و طلبت ال CV و حاولت أكون حلقة وصل..
المشكلة بالنسبالي مكانتش إن الشباب دول مش مناسبين للوظيفة.. بقدر ما كانت في حجم الفجوة بين مهاراتهم.. و المهارات اللي طالبها صاحب الشركة.. أو بمعنى أدق.. الفجوة بين طبيعة و شكل المهارات.
تبسيطاً يعني للي الموضوع مش واضح ليه.. فالموضوع بالضبط كأنك بتروح لشركة و تقولهم بكل فخر أنا بعرف أكتب 100 كلمة في الدقيقة على الآلة الكاتبة و هم طالبين حد يكون بيعرف يتعامل مع الذكاء الاصطناعي.. واخد بالك من الفرق؟!
طيب هل الفجوة دي في عالم الشركات بس؟
يا صديقي العزيز لأ.. ما أنا قولتلك.. من تجربتي المشكلة دي موجودة في كل المؤسسات الإعلامية و الصناعات الترفيهية.
عندك في الدراما مثلاً.. تلاقي معروض عليك سيناريو مسلسل رمضاني ضعيف جداً.. و الجهة المنتجة طايرة بيه و طالعة السما.. و لما تحاول بذوق كدة توضحلهم إنه "إيه العك اللي انتوا عاوزين تنتجوه دة".. فتلاقيهم بيقولوك.. يا عم هو دة اللي بيعجب و بياكل مع الناس.. و بعد كدة ييجي يقولك أصل إحنا مش لاقيين ورق.. و على الجهة الأخرى.. تلاقي المئات من الشباب اللي كاتبين أعمال و مش لاقيين حد يشوفها.. و دة بالمناسبة موقف حقيقي مش مثال.. و السيناريو التعبان دة اتصور و اتعرض و لاقى إعجاب رهيب من الناس لأسباب حاولت افهمها كتير بس ما وصلتش منها لحاجة!
في القنوات التليفزيونية نفس الحال.. تبقى قاعد شغال على حلقة و القناة كلها مفيهاش حد بيعرف إنجليزي.. و على الجهة الأخرى.. آلاف الشباب الخريجين من كليات الإعلام و مش لاقيين شغل!
طيب المشكلة عند مين؟ عند المؤسسات المنعزلة اللي محدش بيكون عارف طبيعة تطور شغلهم؟ ولا عند الطلاب اللي بيكتفوا بالدراسة في الكليات و المعاهد و مش بيحاولها يعرفوا عن سوق العمل بشكل متطور أكتر؟
الحقيقة أنا حاولت أكتب رد واضح و حل للموضوع دة لوحده.. لكن كنت كل ما أكتب جزء ألاقي الموضوع بيتشعب مني لنقاط يجب توضيحها في البداية.. و النقاط دي طلع منها نقاط فرعية كتير.. و بناء على ذلك.. قد قررنا الآتي
بما إن في ناس دلوقتي خلاص قربت تخلص امتحانات ثانوية عامة.. في اللي عاوز يدخل كلية الإعلام.. في اللي عاوز يدخل معهد سينما أو معهد فنون مسرحية.. ليه منتكلمش معاهم من الأول.. ليه منتأكدش مع بعض إنهم داخلين الكليات دي للأهداف الصح.. مش عاوزين يدخلوا كلية الإعلام -مثلاً- عشان يكونوا مذيعين واللي هو سبب غلط تماماً و للأسف بيعرفوه متأخر!
أسئلة كتيرة و تفاصيل كتيرة هندردش فيها مع بعض على مدار سلسلة من الحلقات.. واللي حسيت إن أنسب اسم ليها هو (حاجات محدش قالهالي) بين قوصين (فات الميعاد)
Comments
Post a Comment